كتب – رياض حجازي
بعد وفاة يوشع بن نون ( عليه السلام ) والجيل الذي فتح الله عليه الأرض المقدسة، نشأ جيل جديد لا يعرف الجاهلية من الإسلام، وظهرت القومية والجاهلية بين قبائل بني إسرائيل
أصبحت كل قبيلة من القبائل الإثنى عشر مستقلة عن القبائل الأخرى، وتوقفوا عن جهاد القبائل الوثنية وتدمير أصنامهم، بل أخذوا منهم الجزية وأختلطوا معهم وتزوجوا منهم، بل وأعطوا بناتهم لهم للزواج
ليس هذا فقط، بل إقتبسوا عادات هذه القبائل الوثنية و عباداتهم, وإشتغلوا بالزراعة والتجارة، ورضوا برغد العيش في معصية الله، بل منهم من عبد الأصنام كبعل وعشتار وغيرهم
ولما ذهبت الرهبة من قلوب أعدائهم سلطهم الله عليهم، فحاربوهم وأذلوهم، وسبوا نسائهم وأستعبدوهم
عادت مجموعة كبيرة من شباب بني إسرائيل إلى رشدهم، وعرفوا أنه لا عز لهم ولا كرامة إلا بالعودة لدينهم وكتابهم مصدر عزتهم، وقرروا أن يختاروا واحداً من بينهم, و يسلمونه قيادتهم, ويطلقون عليه لقب القاضى، يحاربون تحت رايته هذه الأمم الوثنية، وبالفعل نجحوا في الإنتصار على أعدائهم
وظل بنو إسرائيل على هذا الحال، لمدة تزيد عن ٤٠٠ سنة، يفنى الجيل المجاهد ويظهر جيل ضال، يسلط الله عليهم الأعداء، فيظهر جيل تقي تحت راية القاضى الذي يجاهد بهم الأعداء ويقيم فيهم الشرع … وهكذا دواليك
وصل عدد القضاة إلى 15 قاضيا، ومن أشهر القضاة جدعون ، ويفتاح، وشمشون ، وعالى، وصموئيل النبى الذي طلب منه بنو إسرائيل أن يختار لهم ملكا يحاربوا تحت رايته جالوت وجيشه
ليبدأ عصر جديد يسمى عصر الملوك…
المصدر
المغضوب عليهم 6
تاريخ بني إسرائيل عصرالقضاة